Headlines

الحمار في المعتقدات الدينية

نشرت بواسطة مجموعة مدارس تمداخت | الأحد، 4 ديسمبر 2011 | نشرت على , , ,


كيف تناول المقدس موضوع الحمار، وكيف أسس المعتقد الديني لمجموعة من التمثلات حول هذا الكائن؟



من مصر القديمة رسم الإله ست، إله الصحراء والعدم بشكل حمار في المعابد القديمة، كرمز لمساعدته الإله را (رمز الشمس) خلال رحلته في العلم السفلي (الكسوف)


كان الحمار في الأساطير اليونانية رمزا لإله مثله مثل مصر القديمة، كرمز لتبجيل المتعة، حيث كان بصورة الإله ديونيسوس، وكان يظهر بخاصة عند ابراز علاقته مع رفيقه سيلينوس.

أما الرومان فكانوا ينظرون للحمار بعين التقدير، لشدة صبره وقوة تحمله، حتى أنهم كانوا يستخدمونه كقربان عند التودد لآلهتهم. وقد ارتبط الحمار بإله الزراعة الروماني ساتورن Saturn، في قدرته بوصفه "الشمس الثانية". وهو مستعدٌ دائماً للتزواج، ومنبوذٌ من قبل إيزيس Isis.

لابدّ وأن يكون معنى رمز المصلوب الزائف ذو رأس الحمار، مرتبطاً بمعادلة يهوه بساتورن؛ على الرغم من أنه يرتبط أيضاً برمز المهرّج؛ وفي علاقته بهذا الأخير، نجد رأس الحمار بشكلٍ متكرّر في شعارات وعلامات وإشارات العصور الوسطى، حيث يرمز إلى التواضع والصبر والشجاعة.

وأحياناً نجد دولاباً أو رمزاً شمسياً بين أذني الحمار، مثلما نجده أيضاً فوق رؤوس الثيران؛ ويدل هذا على أنّ هذا الحيوان ضحية قربانية.

لكنّ رمزية الحمار تتضمن تعقيداتٍ أخرى، فعالم النفس يونغ عرّف الحمار بأنه daemon triunes ثالوث الجحيم، والذي كان يُصوّر في الخيمياء اللاتينية على شكل وحشٍ ذي ثلاثة رؤوس؛ أحد هذه الرؤوس يمثل الزئبق mercury، أما الرأس الثاني فيمثل الملح salt، أما الرأس الثالث فيمثل الكبريت sulphur، أي باختصار العناصر الرئيسية الثلاثة للمادة.

وفي آشور مُثلت ربة الموت راكعةً فوق حمارٍ يُبحر عبر نهر الجحيم في قارب. أما في عالم الأحلام فإنّ الحمار ولاسيما إذا ما ظهر بهيئةٍ احتفالية أو شعائرية، فإنه يمثّل رسول الموت أو ذو صلةٍ بالموت كمدمرٍ للحياة.

في العهد القديم والتاريخ اليهودي، سمي ملك شيشم (نابلس) والذي مات على يد أولاد يعقوب، حامور، كنوع من التقدير، ودلالة على أن الحمار أخذ نظرة ذات قيمة عالية قديما. و توري القصص كيف أن اليهود مدينون للحمار الذي ذكر في قصصهم وأساطيرهم، فشمشون الجبار مثلا الذي خرج لقتال الفلستيين وجد في طريقه حمارا ميتا فأخذ فكّه وقاتل به.

في رسومات المسيحية، غالبا ما صور المسيح راكبا حمارا، ففي المسيحية كان للحمار مع المسيح ثلاثة مواقف. الحمار الذي نفخ عليه عند ولادته، والحمار الذي رحلت عليه مريم العذراء مع ولدها يسوع ويوسف النجار إلى مصر، والحمار الذي ركبه المسيح في رحلته الأخيرة إلى أورشليمتغيرت بعدها النظرة، لما اتخذت الأرستقراطية ركوب الخيل.

فهناك مثلا الحمار الذي دخل به المسيح أورشليم: قال عيسى لتلاميذة ( متى 21\1-2-3 -4 - 5 ) ( 1 ولما قربوا من اورشليم وجاءوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون حينئذ ارسل يسوع تلميذين , 2 قائلا لهما. اذهبا الى القرية التي امامكما فللوقت تجدان اتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما , 3 وان قال لكما احد شيئا فقولا الرب محتاج اليهما. فللوقت يرسلهما. 4 فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي القائل , 5 قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان. )

هذا ما قاله متى بأنجيله ولكن هنا تجد ايضا مرقس تحدث عن هذة الحادثة قال مرقس بأنجليه ( مرقس 11\ 1-2 )
(1
ولما قربوا من اورشليم الى بيت فاجي وبيت عنيا عند جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه , وقال لهما اذهبا الى القرية التي امامكما فللوقت وانتما داخلان اليها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس. فحلاه وأتيا به. )

في الإسلام، قال النبي محمد، بأن الكلاب والحمير تبطل صلاة أحدهم إذا مشت أمامه مع أن الأُنثَى من الحُمُرِ، لا تقطع الصلاة، كما ذكر قبلا.
كما دعا للاستغفار إثر سماع صوت الحمير، لأنه دلالة على رؤيتها للشياطين والجن.
وفي القرآن، ذكر الحمار في أكثر من موضع كما في قوله في سورة لقمان: { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ }

أيضا حمار العزيز، الذي ورد ذكره في سورة البقرة حيث اماته الله وفقا للقران. وفي موضع اخر اهدى المقوقس رسول الإسلام يعفور الذي مات في الطريق أثناء حجة الوداع.





أبوليوس: حمار مكافح

قناة الموقع

مدونة المستحمرين في الأرض للرفس و النهيق

منذ 01 ماي 2011

المتابعون