Headlines

سياحة دينية...واشياء اخرى

نشرت بواسطة Unknown | الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012 | نشرت على , ,


يعتبر موسم الحج فرصة تزدهر فيها مجموعة من المهن والمنتوجات الدينية، ملايير الدولارات تصرف في هذه الشعيرة.

ذبائح ومجازر ...عمليات اباة جماعية لقطعان من اخواننا الخرفان.

تحرش وعملية اغتصاب ؟ ذكرت بعض المصادر الاخبارية ان هناك حالة اغتصاب جماعي لفتاة من طرف خمسة حجاج ؟
ما تكلفة الحج ؟ انا لا اتقن الحساب فوق عشرة. لكم ايها الاذكياء ان تحسبوا.

عملية فدائية في الحج ؟
خلال موسم الحج لهذه السنة اشتكى العديد من الحجاج من سوء الخدمات هناك...بل وصل الحد باحدهم الى محاولة الانتحار نتيجة تردي ظروف اقامتهم هناك. فبالرغم من ملايير الدولارات التي تصرف في هذه الشعائر الا ان الخمات تظل دون المستوى.



أبوليوس: حمار مكافح

الكلبة..الحمارة..البغلة....لماذا أصبحت شتما وسبا ؟

نشرت بواسطة Unknown | | نشرت على , , ,



نحن المستحمرون والمستحمرات نستغرب من تحويل 
اسماء
الحيونات بالمؤنت إلى سبة وشتيمة 
بل البعض يخجل حتى من نطقها


كاترينا قتل ألفي شخص، ارين، ستاندي.
إنها أسماء نسائية لأعاصير
خطيرة هزت أمريكا، هل لتكون الاعاصير
ناعمة وغير مخربة
أيا كان السبب كما يوضح التقرير،
فإن الحركة النسائية طالبت بالمساواة في تسمية الاعاصير
المخربة، الشيء الذي تمت الاستجابة له



أبوليوس: حمار مكافح

الطيب الصديقي يستعمل شعرا مستعارا

نشرت بواسطة مجموعة مدارس تمداخت | السبت، 20 أكتوبر 2012 | نشرت على ,



سخر الطيب الصديقي من شباب حركة 20 فبراير ووصفهم بشباب "شعرهم مشعكك وماكايحسنوش وجههم". هذا بالضبط ما قاله  ذو التجربة الطويلة في المسرح الطيب الصديقي في حوار مع إحدى الجرائد الأسبوعية.

إذا كان الامر يتعلق ب" التشعكيك" فسيكون بذلك الطيب الصديقي أكبر الفبرايرين "شعكوكة"...أو أنه لا يملك مراة... أو أنه يستعمل الباروكة perruque/ شعر مستعار...




أبوليوس: حمار مكافح

نعيش حمار أو نموت حولي ولا نعيش مستحمر!!!

نشرت بواسطة Unknown | | نشرت على ,


كعادتهم كل سنة سيهجم بنو ادم على قطيع الاكباش لافتراسها، ودئما ما كنا نحن المستحمرون نستغرب من انصياع هؤلاء للاكباش لهذه المجازر....وسكوت كل تلك الكائنات عنها.

ومرة صرح أحد هؤلاء الأكباش من القطيع المغربي قائلا : " اللهم نموت حولي ولا نعيش حمار " ... ونحن المستحمرون نرد على هذا الكلام بالقول : "اللهم نعيش حمار ولى نموت حولي  .. ولا نكون مستحمر...لا انت بحمار ولا انت بانسان"

أبوليوس: حمار مكافح

الشيخ سار يؤكد أن ابن كيران غير مسؤول في أغنية راب

نشرت بواسطة Unknown | السبت، 13 أكتوبر 2012 | نشرت على ,




أصدر مغني الراب الشاب إلياس، والمعروف بلقبه الفني "الشيخ سار"، أغنية جديدة "يدافع من خلالها على عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، من خلال رد التهم الجاهزة التي يحاول الكثيرون إلصاقها بأداء الحكومة التي يقودها حزب 

العدالة والتنمية، حتى أضحى الرجل هو المسؤول عن جميع المصائب التي تقع في البلاد" بحسب مغني الراب المغربي. وينفي المغني في كلماته أن يكون ابن كيران أن يكون هو المسؤول عما يقع في المغرب.

ونحن المستحمرين في هذه البلاد نتفق مع كلامه في أنه فعلا غير مسؤول...واش فهمتيني ولا لا ...لا أحد في هؤلاء المسؤولين مسؤول.


أبوليوس: حمار مكافح

سيكس شوب حلال: قضيب وفرج ومؤخرة للبيع!!

نشرت بواسطة Unknown | | نشرت على , ,


سيكس شوب حلال: قضيب وفرج ومؤخرة للبيع




استطاعت الرأسمالية المتوحشة أن تجعل من الجنس والجناسة سلعة وماركوتينغ لا ينته، كل شيء أصبح يباع ويشترى، فالرجل الذي يعجز عن الانتصاب، أو يعاني من السرعة في القذف، أو الذي يملك قضيبا ... لكل داء دواء في عالم الرأسمالية الليبرالية ... 


وعندما يشرعن الدين كل شيء ليدخل فاللعبة يصبح كل شيء مباحا... مراهم عديدة تخول للرجل أو المرأة إزالة كل العوائق الجنسية التي تحول دون معاشرة جنسية طبيعية.

 مثلا هناك مرهم تكبير القضيب  maxi penis، وكذا مرهم لتأخير القذف retarding ، وكريم لتقوية الانتصاب  china power.  العديد من المراهيم لتكبير المؤخرة والصدر من بعض المراهم maxi penis، وsex control...   قبيل   bambabig..   لتقوية الانتصاب ـ china power   أما في ما يخص الأجهزة فهناك   devllopeur des seins، هذا الأخير هو خاص بتكبير الثدي للمرأة وهناك أيضا بالنسبة لتكبير القضيب  andromedical   جهاز   andromedical    يتكون من قطعتين من معدن "مشلل" بماء الذهب، فضلا عن سيلكون يمسك بـرأس القضيب، الذي من شأنه الزيادة في طوله. كما أن محتويات كل جهاز تكون إما ذهب أو فضة، أي أنها غير ضارة بصحة الإنسان.  اضافة إلى أجهزة من نوع الهزازات   les vibromasseus، وles sextoys ، أي القضيب الاصطناعي المدغدغ، والدمى الجنسية....


أنها تجارة لن تبور والغريب أن من اكبر الأسواق التي تزدهر فيها هذه التجارة نجد الدول الاسلامية والعربية المحافظة في المقدمة خاصة دول الخليج العربي.

بل إن من "الفقهاء" من أباح شيء من هذا كما فعل صاحب الجزرة والموزة والمهراز كما افتى الشيخ الزمزمي.

فما سر ازدهار هذه التجارة في هذه الدول بشكل خاص؟


أبوليوس: حمار مكافح

ابناء مسؤولين كبار هم من امهات عازبات!!!

نشرت بواسطة Unknown | السبت، 6 أكتوبر 2012 | نشرت على , ,

رفضت السلطات المغربية استقبال "سفينة نساء على الاأمواج" للاجهاض الامن.الدولة تمنع الأمهات العازبات من الاجهاض لانها في حاجة ماسة الى مسؤولين كبار مستقبلا بعد احالة "المسؤولين الحاليين على التقاعد "الم تقل عائشة الشنا ان ابناء مسؤولين كبار هم من امهات عازبات؟؟ أبوليوس: حمار مكافح

الدين الاستحماري

نشرت بواسطة Unknown | | نشرت على , , , ,


الدين الاستحماري
بقلم 
محمود جلال خليل 


صحيح ان مشروع الدكتور علي شريعتي للاصلاح يقوم على اساس العودة الى الذات لإصلاحها من الداخل قبل الشروع في اصلاح المجتمع , شأنه شأن باقي رجالات الاصلاح , الا ان جهود شريعتي تختلف من حيث الفارق في إسهاماته العميقة في تجديد النظرة إلى الدين , وأيضا الكثافة الاصلاحية , وعلمية المنهج , ومعطي التجديد , وكشف التزوير , وزلزلة الثوابت الوهمية التي كان يعيش عليها مجتمعه بحيث كان أجرأ الاصلاحيين في آلية النقد للموروث السائد وأكثرهم شمولا في الوقوف على تلك المهاوي لدرجة أثارت حفيظة الطبقة الدينية التقليدية وغضب السلطة الحاكمة في بلاده , وهو بحكم تخصصه في جامعة السوربون في علم الاجتماع الديني جعله يبلغ ما بلغه من تلك الاصلاحات العريضة وبذلك العمق الذي غير كثيرا من الموروثات التاريخية الاسلامية وعبد الطريق الى الثورة الاسلامية في ايران باعتراف قادتها انفسهم, وكمفكر اجتمعت عنده رؤى متعارضة وثنائيات صعبة فرضتها المتغيرات السياسية والثقافية التي احاطت به في حقبة الخمسينيات والستينيات التي تعددت فيها الإيديولوجيات والتيارات الحزبية وانتعشت التيارات اليسارية والشيوعية وحركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا ، وظهرت إزاءها محاولات لاسترداد الهويات القومية والوطنية من جهة، والهوية الإسلامية الجامعة من جهة أخرى , ينظر شريعتي الى الدين الاسلامي على انه دين اجتماعي سياسي جاء من أجل المجتمع الانساني ككل ( الناس ) فلا هو علمي او فلسفي او صوفي ولا هو طائفي او قومي او عرقي .. او غيرها من اتجاهات الفهم , ويرى ان الصراع الذي تقوم عليه حركة التاريخ البشري منذ بدايته يتجاذبه طرفان اثنان برمزية ( هابيل وقابيل ) , هابيل ويمثله الناس , وقابيل وتمثله ثلاثية رمزية أصّلها في علم اجتماعه القرآني وهي ( فرعون , قارون , بلعم بن باعوراء ) اي السلطات الثلاث التي حملت الاستغلال والاستعباد والاستبداد على طول التاريخ , وهو ما تجمع في العصر الحديث في اطار ( الاستعمار ) الممثل الرسمي لتلك المفاهيم راهنا .
هؤلاء قديما وحديثا في فكر شريعتي كانوا يتمركزون في انجاز غاياتهم على مسألة ( الاستحمار ) وآلياتها الخفية , بحيث يقوم الطرف القابيلي بتسخير الناس كالحمير – ومن هنا جاء الانتزاع اللغوي للاستحمار – بخلخلة شبكة العلاقات الاجتماعية التي تجمع الناس وتحافظ للمجتمع على قوته و تماسكه , وذلك بتزوير كل ايدلوجيا تحاول ان ترتقي بهذه الشبكة , سواء اكانت ايدلوجيا دينية سماوية او ايدلوجيا وقف عليها الانسان بوعيه , فالسلطة السياسية ( فرعون او الملك ) كانت تستعين بالسلطة الاقتصادية ( قارون او المالك ) والاثنين معا تستعينان بالسلطة الدينية ( بلعم بن باعوراء ) الفقيه السلطاني ورجل الدين المنتفع لتدشين سلطتهم الاستعبادية , فكما استعان ملوك المجتمعات القديمة بالكهنة والسحرة في استحمار الناس , كذلك استعان فرعون ببلعم بن باعوراء وعلى نفس المنوال استعان القيصر بالقساوسة وهو الامر عينه مع الخليفة الاموي والعباسي وباقي السلاطين في ديار المسلمين في استعانتهم بالمزورين الذين برروا اعمالهم المخالفة لمسار رسول الله (ص) حيث يقوم الدين المزوَّر بالدور الاكبر في تشويه الدين الحقيقي , كون الدين الحقيقي يحول بينهم وبين الاستعباد , ويدفع بالانسان باتجاه تحقيق ماهيته المرسومة له في غاية وجوده , وبالتالي تحويل الدين من آيدلوجيا دافعة محركة نابضة الى آيدلوجيا راكدة ميتة رجعية وهو ما وصفه شريعتي بـ ( الدين الاستحماري ) , لهذا كانت الناس تهتف ايام الثورة الفرنسية : اشنقوا آخر قيصر بأمعاء آخر قس , كونهما كانا يشكلان طرف قابيل إزاء الناس (هابيل ) , ومن هنا ايضا يمكن معرفة تجدد الأنبياء والرسل بين فترة وأخرى , ذلك لفضح ما استجد من التزوير والتمرد عليه.
كان شريعتي يوجه حديثه دائما الى المفكر او المصلح المثقف أن عليه ان يعي ( لحظته التاريخية ) وواقعها وما يدور فيها من اشكاليات , فهناك وعيان عند شريعتي يوجبهما على المصلح :
أولهما : الوعي التاريخي مطلقا ( فلسفة التاريخ )
ثانيا : الوعي التاريخي للحظة المزامنة وادراك العصر الذي يتحرك فيه بما تستدعيه مسالة ( الثابت والمتغير ) في الفكر الاصلاحي , فاختلاف الواقع يحتّم اختلاف الحلول , وبالتالي لايمكن الوقوف على حلول جيدة حتى يحاط باشكاليات الواقع الجديد , ومن هنا يقسم شريعتي النباهة ايضا الى قسمين :
( فردية واجتماعية ) واحيانا يعبر عنها بالدراية وتارة بالوعاية , وبإطار أعمق واتكاء على أسس مؤصلة لديه جعل شريعتي النباهة هي ( الوعي السياسي ) , لكن ليس السياسة بالمعنى الاعلامي المتداول - كما تحرّز هو – وانما بالمعنى الذي يشير الى وعي الفرد وشعوره بالمصير التاريخي لمجتمعه وعلاقته بالمقدرات الراهنة بالنسبة اليه والى مجتمعه , والى الشعور بانضمامه وارتباطه بالمجتمع وشعوره بالمسؤولية تجاهه , اي وعيه للوجود وغايته , ولفلسفة الحياة وما تنطوي عليها من شبكة العلاقات , سيما في الرباعية المحورية ( الانسان – ذاته ) , ( الانسان – المجتمع ) , ( الانسان – الطبيعة ) , ( الانسان – الله ) , لذا أدرج كلا النباهتين تحت ما اسماه ( الوعي الوجودي ) , اذ ( الذات , المجتمع , الطبيعة , الله ) مجتمعة تمثل الوجود بالنسبة للانسان.
ومن هنا عرف الاستحمار ببساطة انه : كل ما يسلب تَيُنِكَ النباهتين
فالاستحمار لديه هو تزييف ذهن الانسان ونباهته وشعوره وحرف مساره عن النباهة الانسانية , فردا كان أم جماعة.

تبعا لهذا الأس وجد شريعتي ان اشكاليات العصر الحديث ترتبط بصورة مباشرة وغير مباشرة بـ ( الاستعمار الحديث ) وان الآلية المحورية للاستعمار الحديث هي ( الاستحمار ) عينه , لكن بطرق أغرب وأدق في الخفاء , وانه قد بلغ درجة من القوة والشياع في زماننا هذا لم يسبق له نظير على مر التاريخ , وأنه يتحرك في مسارين ( الاستحمار الديني والتغريب ) والاول أخطر لعلة ان الدين يمثل هوية مجتمعاتنا وموجه مساراتها ان سلبا وان ايجابا , وهما يشكلان اداة استحمارية واحدة بيد ( الاستعمار الجديد ) .

عرف شريعتي الاستحمار الديني على انه الدين الذي يتسق مع الاستعمار في جهة الاستغلال , فالاول داخلي والثاني خارجي فهما مكملان لبعضهما البعض وغالبا ما يتحدان لتزييف ذهن الانسان والمجتمع ونباهته وحرف مساره , وصنفه الى ( استحمار قديم ) و (استحمار حديث )
فالاستحمار الحديث هو الذي يرتبط بصورة مباشرة وغير مباشرة بـ ( الاستعمار الحديث ) وأنه قد بلغ درجة من القوة والشياع في زماننا هذا لم يسبق له نظير على مر التاريخ , وأنه يتحرك في مسارين ( الاستحمار الديني والتغريب ) والاول أخطر لعلة ان الدين يمثل هوية مجتمعاتنا وموجه مساراتها ان سلبا وان ايجابا , وهما يشكلان اداة استحمارية واحدة بيد ( الاستعمار الجديد ) , فيقول :
( اي شئ عمل بنا الغرب نحن المسلمون , نحن الشرقيون ؟ استحقروا ديننا ولغتنا وأدبنا وفكرنا وماضينا وتاريخنا واصلنا , وكل شئ لنا استصغروه , الى حد أخذنا نحن نتهزئ بانفسنا , بينما هم فقد فضلوا انفسهم وأعزوها ورفعوها الى حد انه استقر في انفسنا اننا يجب ان نحاكيهم في الازياء والاطوار والحركات والكلام والمناسبات حتى نقترب منهم ونرتقي اليهم في المستوى الذين نعتبره حضاري )

ثم ينظر شريعتي الى انسان اليوم والمجتمعات التي يعيش فيها والقوانين المعمول بها في الدواوين والمؤسسات والشركات والتي تحكم علاقة العامل بصاحب العمل , فيقول :
( هذا الموجود ذو القيم الالهية يسعى خلف رزقه اليومي , هذا الرزق القاتل للانسان الحي , هو الهوة التي تغور فيها أعز قيم الانسان الالهية كل يوم , في الحياة اليومية , تلك الحياة الدورية التي فرضت وجودها على كل الحيوانات من ذوات الخلية الواحدة والجراثيم , الى الحيوانات الكبيرة والنباتات , توقع الانسان في ذلك الدوران الاحمق , الدوران الذي يأكل فيه الانسان فينام فيستيقظ فيكدح ليأكل ويأكل ليكدح لينام ... ليستيقظ , كالحمار تماما يسير صباحا بجهد وتعب , فيرى نفسه أول الليل مكانه اول الصبح , يسري هذا على الانسان في الوقت الحاضر والماضي متحضرا كان ام غير متحضر شرقيا كان ام غربيا )

خلال هذا الدوران يلفت شريعتي النظر الا ان مجتمع اليوم الذي جعل الانسان يعمل في هذا الدوران الباطل قد أوجد فيه فاقات , عقد , ضغائن , أهواء , أحساد , صراعات , طبقات , وآلام خاصة , تسللت اليه بما زينته له من لذائذ وشهوات ومقتنيات ودرجات ان هو وصل اليها ونالها حاز الشهرة والمجد والسؤدد بين الناس , حسب اعراف وتقاليد ومفاهيم تلك المجتمعات , لتكون النتيجة التضحية بكل شئ واثمن شئ عند الانسان من أجل الحصول على ابخس الاشياء .......
( ثم نرى هذا الانسان الذي يختال فخرا ,ويعلو راسه الى عنان السماء ليصل الى الله .. نراه يتقبل الذل الى حد يأباه الكلب , من اجل رتبة او درجة دنيّة الى ابعد الحدود ضمن اطار القيم , قد ترون انسانا يكاد ان يصاب بنوبة تقضي علي حياته من شده فرحه , يجول في داره ويرقص لنفسه لماذا ؟لان لمح سيادة الرئيس في الدائرة صباحا , عندما كان يخطو على السلم , فراى في نظرته اليه شيئا من الرضى , نصف بسمة ظهرت على شفتي الرئيس , كما تظهر على شفتي صاحب الكلب حينما يقدم الى كلبه اللذائذ )

ثم يتساءل كيف وصلنا الى هذا المستوى المنحط ولماذا ؟
ويجيب شريعتي
( ان هذا قد يكون بسبب دار او سيارة استدان فرد ما ليشتريها وعليه ان يسدد ثمنها من راتبه ودخله وامكانياته والا كان المصير المظلم بانتظاره , فصار همه في الحياة وهدفه الاسمى هو سداد ثمن هذه السلعة التي فقد صفته الالهية بسببها , هذا الانسان لايدري اي شئ خسر وأي شئ نال بدل الذي خسره , المسألة أنه لا نباهة لنا , فنحن لا نستقيم الا ان علتنا يد قوية , أو سوط قاس , يظل فوقنا مدى حياتنا )

ثم يشير الى السلاح الجديد والمخطط الذي يسير عليه الغرب في ادارته لاهل هذه البلاد .....
( ان العدو اليوم ليس كالسابق , فهو لايأتينا بلامة حربه كالخوذة والسيف , فيقتل ويذبح ثم يعود من حيث جاء , فنعرفه بسرعة انه عدو , لا ليس كا تظنون , انه يظهر من أكمام ثيابنا , لا كما مضى يأتي حاملا سوطه , ويسوق الناس الى صناديق الاقتراع لأخذ الراي كما هو مع الغرب )
الغرب لم يعد يفرض على شعوب هذه المجتمعات حاكما او مندوبا عنها يتولى الامور في هذه البلاد كالمندوب السامي البريطاني والفرنسي والبلجيكي قديما , وانما يجعلها تختار بين افراد هو من انتقاها وصقلها ورفعها الى المقدمة وأكسبها الصيت والزعامة بوسائل اعلامه , فصورها لهم على انها قيادات وطنية تتمتع بمواصفات خاصة وعليهم فقط ان يختاروا من بينهم , فاستبدلوا السوط الذي كان يجبرهم على الانصياع للحاكم او مندوبهم في هذه البلاد بصندوق الانتخابات ....
( ان ذلك السوط اصبح اليوم في دماغ لعامل , يسوقه نحو صندوق الاقتراع ! وقد سواه على النحو الذي يمكنه ان يصوت بحرية ولاي شاء , لكن لم يتضح بعد كيف يحب هذا العامل أن يصوت اما لـ " كلدواتر " واما لـ " جونسون " نعم انه حر في تصويته لكنه لا يريد غير هذين الاثنين ! اذ حينها تكون النتيجة واحدة لايهما شاء ان يصوت !


ومن هنا يبدأ شريعتي بطرح بعض الحلول التي يراها تنقذ الانسان من دائرة الاستحمار التي وقع فيها فيطلب من المثقف الواعي الذي قد يكون اميا لا يقرأ ولا يكتب على حد وصفه , ولكنه اعلم وافهم لمتغيرات مجتمعه من حملة الدكتوراة والمؤهلات , ان يرفض كل شئ واي شئ يمكن ان يقيده او يهبط به درجه واحده أمام نفسه التي يراها في المرآة .......
( أجل لايوجد أحد يرى صورته الحقيقية نصب عينيه , حتى أولئك الذين يقفون امام المرآة كل يوم ثلاث أو اربع ساعات , ما أتفق أن رأوا أنفسهم .... لا شك ان من أدرك لذة التمرد والرفض والاخلاقية والنباهة لن يبدلها بأي شئ ولن يبيعها باي ثمن ) ثم يقول في موضع لآخر غير هذا الكتاب :
(ان لويس باستير ونيوتن وأديسون وغيرهم خدموا المجتمع الا انهم لم يصلحوه, اما محمد بن عبد الله وعيسى بن مريم عليهما السلام فقد اصلحا المجتمع وبالتالي خدماه )
ثم يذكر المثقف بقصة آدم عليه السلام يوم ان تنازل وأكل فأُخرج وهبط ....
ان أكبر قيم الانسان هي تلك التي يبدأ منها " بالرفض " و " عدم التسليم " الذين يتلخصان بكلمة ( لا ) ومنها بدأ آدم ابو البشر , امر ان لا يأكل من تلك الثمرة , لكنه أكل , فصار بعدئذ بشرا وهبط الى الارض , والا لكان ملكا لا مثيل له , ولصار غيره آدم ولفُرِضَ عليه ان يسجد امامه , لكنه اذعن فصار آدم بعد ان كان ملكا لا نظير له , ولكنه عصى فصار آدم , واول ما يبدأ آدم بهدمه في حياته اليومية ويضحي به هو ( التمرد ) الذي جعله مشابها لربه في هذا الكون)
لا يتحدث شريعتي عن اهمية الدين كعقيدة وعبادات ومناسك تدفع بصاحبها الى الجنة بعد الممات , وقد لا , وانما كمنهج وفكرة ترتبط بالواقع والحياة والطبيعة والكون اللذان يخضعان لقوانين وانظمة دقيقة على الانسان ان يتدبرها وينسجم معها لئلا يندرك ويقع في دائرة الاستحمار
( ان الذي اريد أن اقوله , هو ان الدين الذي هو فوق العلم يعتبر الانسان ذاتا أرقى وأشرف من جميع المظاهر الطبيعية , هذا هو اعتقاد الدين واعتقاد اصحاب النزعة الوجودية ايضا

ثم يضرب مثلا بالمجتمع الاسلامي الذي كان في الصدر الاول
( كان المسلمون في صدر الاسلام اذا احسوا بخطر يهدد مصيرهم او ظلماً اصابهم من الخليفة او قرابته عطلوا اشغالهم وتركوا الاسواق والمحلات , وهرعوا الى المساجدفصاحوا واستغاثوا ودعوا الخليفة الى المحاكمة والاستنصاف , كان هذا هو شعور المسلمين الاجتماعي في زمن النبي (ص) وفي زمن ابي بكر وعلى عهد عمر وعلى عهد علي ايضا , وحتى على عهد بني أمية , واضح انه لا يمكن التحكم والتسلط بسهولة والدعة على اناس كهؤلاء مع هذه الجرأة والجسارة , كانوا اهل دراية اجتماعية وانسانية كما ذكرت .. لماذا ؟ لانهم مسلمون ملتزمون اجتماعيا بشدة وحرص , اذا سمعوا صوت الآذان هرعوا الى الصلاة فحاسبوا انفسهم وفكروا في مصيرهم ودرايتهم , وحينما رأوا عمر بن الخطاب - الامبراطور الذي فتح لهم مصر وايران وبلاد الروم – يرتدي ثوباً من الغنائم الحربية اطول من ثيابهم بقليل ، علت اصواتهم ، يطلبون تقسيم الغنائم بالمساواة ، لافرق عندهم بين عمر أميرهم وبين جندي من الجنود , خاطبوه , لاي سبب ثوبك اطول من ثيابنا ؟ اجبروه على المحاكمة لاول مرة وأخذوه لاستئثار نفسه عليهم بذاك الثوب , طالبوه بالعدالة بدلا من الثناء عليه واجلاله على فتح ايران والروم , فياتي عمر الى المسجد ليجيب الناس بنفسه من غير ممثل ومعه ابنه عبد الله شاهدا معه ويخاطب الناس قائلا : ان سهمي من القماش لم يكفني ثوباً لطول قامتي وقد اعطاني ابني عبد الله سهمه فأضفته لسهمي ووضعت ثوبي هذا , هلموا فتشوا , ابعثوا وكلاء عنكم , حققوا كيفما شئتم , فعبد الله ليس عنده من هذه الغنيمة ... وبرأوا عمر بعد التحقيق

اذا واضح انه لايمكن التكم بهؤلاء الناس كيفما كان , وليس لهم علاج سوى الاستنزاف , اي ان تستنزف منهم تلك الدراية السياسية وتسلب منه تلك الدراية الاجتماعية النبوة النيرة , فاذا سلبت لا يبقى بعدها شئ ذو خطر , شاؤوا ان يكونوا علماء او فلاسفة ليس بذي اهمية , ومن ثم كان الاستحمار
عرف شريعتي الاستحمار الديني على انه الدين الذي يتسق مع الاستعمار في جهة الاستغلال , فالاول داخلي والثاني خارجي فهما مكملان لبعضهما البعض وغالبا ما يتحدان لتزييف ذهن الانسان والمجتمع ونباهته وحرف مساره عن النباهة الانسانية , فردا كان أم جماعة يصنف شريعتي الاستحمار الى نوعين :
الاستحمار القديم : يوجد في الزهد والاخلاق والتصوف والشعر , القومية , تعظيم وتجليل الماضي , الفلسفة , الشكر , الشفاعة , الوصول الفردي الى الجنة ودخولها .......
الاستحمار الحديث : يوجد في التخصص , التحقيق , العلم , القدرة , التقدم , الحرية الفردية , الحرية الجنسية ,حرية المرأة , التقليد والاتباع .......
اما الاستحمار القديم فقد بدأ بعد انقضاء فترة انبياء الله ورسله الكرام الذين بلغوا الدين واضحا وصادقا في ذروة الحقيقة , وقع مصير الدين في ايدي قوات استحمارية مضادة للانسانية تتسمى باسماء كالطبقة الروحانية والطبقة المعنوية وطبقة الرهبان والقساوسة والكهان , فاتخذوا من الدين وسيلة لاستحمار الناس – الاستحمار الفردي والجماعي – لان الدين يعتني ويهتم بكليهما وبالاخص الاسلام الحنيف
يقول شريعتي :
( وكلامي هنا يدور حول الدين الاستحماري , الدين المضلل , الدين الحاكم , شريك المال والقوة , الدين الذي يتولاه طبقة من الرسميين الذين لديهم بطاقات للدين , لديهم اجازات للاكتساب وفيها علامات خاصة تنبأ عن احتفاظهم بالدين , وانهم من الدعاة , ولكنهم من شركاء الاثنين , المال والقوة , اشارة الى السلطة الاقتصادية والسياسية , او كما عبر عنهم شريعتي في الكثير من كتاباته بـ ( فرعون وقارون وبلعم بن باعورا ) او ( الملك والمالك والملاء ) وأخرى بـ ( السوط والذهب والمسبحة ) وغيرها , ويستكمل شريعتي :
( كلامي يدور عن هذا الدين لاي شئ يسخر الناس كالحمير , اي يستحمرهم ؟ وما الذي جعله أكبر واقوى مستحمر في المجتمعات ؟ ماذا يفعل هذا الدين بالانسان فيستحمره ؟؟؟)
ثم يضرب شريعتي بعض الامثلة للاستحمار باسم الدين وكيف استخدم هؤلاء المستحمِرين الفضائل الاسلامية لابعاد الناس عن حياتهم وحقوقهم ومصيرهم ومصير مجتمعهم , وذلك بنقل الانسان بالنسبة الى الظروف والمكان , كأن يقال لك في مقام الزهد :
( دع الدنيا فان عاقبتها الموت , ادخر كل هذه الحاجات والمشاعر والامنيات الى الآخرة , الى مابعد الموت , ليس الفاصل الزمني بكثير , ثلاثون او اربعون او خمسون سنة لاقيمة لها , بعدها كل شئ تحت طوعك , وتكون من اولئك الذين هم فيها خالدون , ان سنوات العمر القصير لا قيمة لها , دع الدنيا لاهلها , ويقصد " باهلها " نفسه وشريكيه الآخرين !!!!!!) فبينما علي ان أرفض الظلم من اجل الحاجة الى العدالة , أجد ان دين الاستحمار يدعوني الى التمكين للظلم والفقر والسكون والصبر )
وفي مقام التوبة والاستغفار والشفاعة يقول :
( حين ارى نفسي مقصرا , خائنا مسيئا الى المجتمع ومصيره , اقع تحت ضغط مسؤولية ضميري , فتجرني الدراية الاجتماعية الى ان ارجع للناس حقوق الناس اليهم واستسمحهم فيما فرطت في جنبهم , لكن الدين الاستحماري يموه عليك ويقول لك :
( صحيح انك خنت وبعت مصير الناس للآخرين الا انك لا تستطيع ان ترجع حقوقهم عليهم وليس هذا صوابا , هناك طريق اسهل , ما هو ؟ ان تقرأ هذه الكلمات ست مرات وانت متجه نحو القبلة ! فلن يبقى عليك شئ , وستغفر ذنوبك كلها , لانك حينها ستنال الشفاعة والعفو والرحمة , وان رب هذا الدين سيصفح عن جميع السيئات والقبائح والمنكرات بسهولة , وسيمحى ذنوبك ولو كانت عدد رمل الوديان , ونجوم السماوات بنفخة واحدة )
( ومن ثم نرى الدين المستحمِر يكل استيفاء حقي وأخذه ممن ظلمني الى مابعد الموت , هذا لو كنت مظلوما , اما عندما اكون ظالما , فانه يعلمني الا استرضي المظلوم على ما فرطت في جنبه , بل ينبغي علي ان اطلب رضا " ولاة الله والدين " فيُصدق لي اولئك الولاة بالنيابة عن جميع المظلومين , وحتى عن الله , على جواز دخولي الجنة , ومن هنا فان دين الاستحمار يدعو الطرفين الظالم والمظلوم الى الاستحمار , ويبدل كا المسائل الى مسائل ذهنية )

لذلك يؤكد شريعتي على ضرورة وانسانية ان يكون المثقف على علم ودراية ووعاية كاملة بدينه واصوله ومعاركه وتاريخه وهو ما عرفه بـ ( الوعي التاريخي ) كذلك ادراكه للحظة المزامنة للحدث والالمام بقضايا العصر الذي يتحرك فيه بما تستدعيه مسالة ( الثابت والمتغير ) في الفكر الاصلاحي , فاختلاف الواقع يحتّم اختلاف الحلول , وبالتالي لايمكن الوقوف على حلول جيدة حتى يحاط باشكاليات الواقع الجديد وهو ما عرفه بـ ( وعي الوجود ) ومن ثم كان عمله هباء منثورا لا قيمة له وكان وجوده كعدمه في الزمان والمكان , لانه مثلا عندما يشب حريق في بيت , ويدعوك احدهم للصلاة والتضرع الى الله , ينبغي عليك ان تعلم انها دعوة خائن , فكيف الى عمل آخر ؟
ثم يختم شريعتي بقوله ...
( من لايكون شاهداً على عصره ، شاهداً على صراع الحق والباطل في مجتمعه ، فلا يهم ان يكون في أي موقع ومكان ، واقفاً في محراب العبادة او جالساً على مائدة الخمر)


أبوليوس: حمار مكافح

علم الاستحمار

نشرت بواسطة Unknown | | نشرت على , , ,


علم الاستحمار 

بقلم: حسن طلب 

أخذ الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد علي خاله الشاعر المتلمس أنه استنوق الجمل‏,‏ أي نسب إليه من الصفات ما لا يصح أن ينسب إلا للناقة‏!‏ وفي القرن الماضي لفت أنظارنا المفكر الإيراني الشهيد علي شريعتي‏(1933-1977).
إلي ظاهرة استحمار البشر, أي النظر إليهم علي أنهم مجرد حمير! علمنا طرفة كيف نحترم اللغة حتي في أبسط التفاصيل, أما شريعتي فقد نبهنا إلي احترام إنسانية الإنسان; وهو احترام مزدوج, فعلينا من جهة أن نحترم الآخرين فلا نستحمرهم, ومن جهة أخري نحترم عقولنا فلا ندع الآخرين يستحمروننا.
لقد صك شريعتي هذا الاصطلاح الطريف:( الاستحمار), ليفسر به ما رآه من أوصاب الفكر الديني المعاصر; فوضع يده من خلاله علي سر تخلف الشعوب الإسلامية دون سواها. ثم انتقل خطوة أخري, فمن تشخيص الداء إلي وصف الدواء. ونستطيع أن ننظر بعيني شريعتي إلي ما نعيشه اليوم من تخلف ودجل باسم الدين, لنري كيف أن ظاهرة( الاستحمار) قد وجدت لدينا مرتعا خصبا وبيئة صالحة; ولكن علينا أن نفتح عيوننا علي اتساعها لئلا يستحمرنا هو, فيحولنا إلي ضحايا لما حذرنا منه!
وربما كان شريعتي غير معروف علي نطاق واسع لدينا, بسبب انغلاق التيار السني المحافظ علي ذاته; علي الرغم من أنه يعد من الأعلام الكبار في الفكر الإسلامي الشيعي المعاصر. ولا أكاد أعرف من الدراسات التي تناولت فكر شريعتي اللهم إلا الرسالة الجامعية التي أعدها الباحث محمد محمود عبد العال عام2005 في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة, والبحث الذي أعدته هند الدرمللي عن أهم كتبه( معرفة الإسلام) خلال الثمانينيات من القرن الماضي. وأخيرا جاء دور المشتغلين بالفلسفة وهم أولي الناس به, فعهدت الدكتورة مني أبو زيد إلي أحد الباحثين النابهين من تلامذتها بآداب حلوان, أن يعد رسالة دكتوراه حول أعمال المفكر الكبير.
لقد تم اغتيال شريعتي بمعرفة المخابرات الإيرانية( السافاك) أواخر حكم الشاه; فقد كان أحد معارضيه الألداء, وهو ممن مهدوا للثورة التي عصفت به. أما الاصطلاح المشار إليه, فمن عنوان كتابه:( النباهة والاستحمار) الذي نشر بعد رحيله.
يقصد شريعتي بالاستحمار, كل ما يهدف إلي تزييف الوعي وتخدير العقول لصرفها عن القيم الإنسانية السامية التي لا يكون الإنسان إنسانا إلا بها, وأهمها قيمة القيم: الحرية, فبدونها يستحيل الإنسان إلي مجرد رأس في القطيع كأي حيوان مسلوب الإرادة, أي إلي كائن مطواع يسخر كالحمار! والحرية لا تتحقق عند شريعتي بالتسليم, بل بالرفض والتمرد, إنها حرية:( لا) التي جعلت من أبينا آدم إنسانا, وإلا لظل ملاكا!
والاستحمار عند شريعتي ظاهرة موجودة منذ فجر التاريخ البشري, غير أنها كانت قديما رهنا بمواهب المستحمرين وقدرتهم علي استغفال البشر, أما اليوم فقد تم استغلال الإعلام وأدوات الاتصال الحديثة, فاتسعت رقعة الفعل الاستحماري وتضاعف تأثيره.
كشف شريعتي ظاهرة( الدين الاستحماري) التي أشاعها وكرسها رجال الدين عامة, مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم, ممن يوظفون الدين لتحويله إلي شعارات خادعة تتحقق من خلالها عملية( الاستحمار الديني), كشعار:( الإسلام هو الحل) الذي ترفعه إحدي الجماعات اليوم وتصر عليه, لتضرب به فكرة الوطن والمواطنة في مقتل, وتتخذه ذريعة للوصول إلي السلطة في مجتمع تتفشي فيه الأمية فيسهل خداعه بتلك الشعارات. وأفق الإسلام من السعة بحيث ينضوي تحت فضائه شتي الفرقاء قديما وحديثا; فمن الغزالي إلي ابن رشد ومن ابن عربي إلي ابن تيمية ومن محمد بن عبد الوهاب إلي محمد عبده, فإلي إسلام أي هؤلاء يقصدون؟! أما الشعار الآخر:( ارفع رأسك فوق.. أنت سلفي) فليس أقل استحمارا, إنه يمحو اسم مصر والهوية المصرية, لا لصالح الإسلام عامة, بل لصالح أحد تياراته الأشد تخلفا!
ويحرص المؤلف علي فضح الوسائل والحيل التي يلجأ إليها جهابذة الاستحمار الديني, ليتمكنوا من التوظيف الأمثل للمشاعر الدينية في سبيل تحقيق المآرب الدنيوية. وتتنوع هذه الوسائل حسب مقتضي الحال; فإذا كنت- لا قدر الله- مظلوما, فاستحمارك يتم عن طريق النصوص الدينية الجاهزة التي تأمرك بأن تمتثل لإرادة الله سبحانه وترضي بما قسمه لك, وإذا كانت لديك من مظلمة فسوف تنتصف, أو حقوق ضائعة فستوفاها, ولكن ليس في هذه الدار, وإنما في الدار الأخري, فهي خير وأبقي. فلتدع الدنيا لطلابها, لأنها لو كانت تساوي جناح بعوضة, ما سقي الكافر منها جرعة ماء! وما جدوي مقاومة الظلم إذا كانت حقوقك سترد إليك كاملة يوم الحساب؟
أما إذا كنت- لا سمح الله- ظالما, فلا بأس, إذ ما أهون أن يجد دهاقنة الاستحمار الديني الحل الناجع, وكيف لا يجدونه وبين أيديهم كنوز من النصوص التي تجعل الظالم ينام قرير العين! إن في الجعبة من الأدعية والتسابيح, ما لو ردد الظالم بعضها لمرات معلومة, لغفرت خطاياه وعادت صفحته بيضاء من غير سوء فكأنه لم يرتكب جريرة قط! وفيها من الكفارات ما يرفع الذنوب جميعا في أوقات تطول أو تقصر بين شعيرة وأختها, فما بين جمعة وجمعة, وبين عمرة وعمرة, وبين حجة وحجة! وهكذا يتم استحمار الظالم والمظلوم جميعا, ليستتب الأمر علي ما هو عليه, ويقر السلطان علي عرشه!
ويستطرد شريعتي ليميز بين استحمار مباشر وآخر غير مباشر, وبين استحمار خارجي يمارسه علينا أعداؤنا, واستحمار داخلي يمارسه علينا رجال الحكم وأعوانهم من رجال الدين, ويحسب له هنا أنه نأي بنفسه عن التعصب للشيعة, فالتشيع الصفوي- علي خلاف التشيع العلوي- سار علي نهج العثمانيين السنيين, وكلاهما جعل من الدين أداة لاستحمار الشعوب, من أجل تثبيت دعائم السلطان! فإذا أتاك داع يدعوك إلي الصلاة وبيتك يحترق مثلا, فاعلم أنه يستحمرك باسم الدين, لأنه يصرف نظرك عما هو أولي باهتمامك. وهكذا تنصرف أنظار الناس عن مفاسد الحكام; أولم نر كيف أن قياداتنا الدينية, مسلمة ومسيحية, قد أيدت مبارك ضد الثورة منذ البداية؟!
وإذا كان هذا هو الداء, فما الدواء؟ يجيب شريعتي بكلمة واحدة ولكن أي كلمة! إنها( الوعي), أو النباهة والدراية; علي المستويين الفردي والاجتماعي, فإذا أمكن استحمار البليد الجاهل, فإن استحمار العاقل الواعي بعيد المنال.
ليس لدينا سوي عقولنا نزن بها ما يقال, فما قبله العقل قبلناه, وإلا أدرنا له ظهورنا غير آسفين. ويصدق هذا علي سائر ما يقع لنا من أفكار, بما فيها فكرة( الاستحمار) ذاتها كما طبقها شريعتي أحيانا تطبيقا جزافيا, فغلب التعميم علي التدقيق والتسطيح علي التعميق; فحين ينظر إلي حرية المرأة مثلا علي أنها فكرة ماكرة, استحمرنا الغرب بها فدسها وروجها بيننا ليصرفنا عن قيمنا; فإن من يستحمرنا هنا هو شريعتي نفسه! ومثل هذا يصدق علي بعض آرائه الغالية حول الفنون الجميلة والتخصص العلمي.
لن نستنوق الجمل حتي تسلم لنا اللغة; ولن نقبل أن يستحمرنا الآخرون حتي لا نعطل أشرف ما تميزنا به: عقولنا. ولسنا بحيث نستحمر الآخرين; أنسنة الحمار أخف من استحمار الإنسان وألطف, حتي نرضي علي الأقل جمعيات الرفق بالحيوان!

أبوليوس: حمار مكافح

مفهوم الاستحمار

نشرت بواسطة Unknown | | نشرت على , ,



نقيض النباهة هو الاستحمار, ويعرف احد المفكرين الاستحمار بأنه (( دافع يفضي إلى سلب تلك النباهة : هو دافع إستحماري مهما كان ذي صبغة دينية أو كان ذي قداسة خاصة ، سواءً كان هذا الدافع علميا أو عباديا أو حتى مدنيا ( حضاريا ) فهو لا يعبر إلا عن دعوة كاذبة عاقبتها العبودية و سحق الذات لأنها ليست إلا تخديرا للأفكار ))



ما هو مفهوم الاستحمار؟ أو ما هو مفهوم الاستحمار السياسي؟
«الاستحمار» مصطلح أطلقه الدكتور علي شريعتي في كتابه «النباهة والاستحمار»، وعرفه بأنه: «تزييف ذهن الإنسان ونباهته وشعوره وحرف مساره عن النباهة الإنسانية والنباهة الاجتماعية فردا كان أو جماعة».
الاستحمار من الصناعات السياسية والإعلامية الأشد فتكاً فكرياً، ولكن هذه الصناعة لا تنجح إلا في بيئة مهيأة وظروف مؤاتية مع وجود قابلية للاستحمار.
لهذا النوع تعريف أورده أحد المصريين بطريقة ساخرة هادفة، لتوضيح الأمر، إذ قسم المصطلح إلى قسمين: الأول هو «الاستـ» والثاني هو «حمار».
والقسم الأول من الكلمة أو المصطلح وهو «الاستـ» يعني لغوياً اصطناع أو افتعال واستدرار شيء على غير حقيقته. فيقال استعطاف، أي افتعال واستدرار العطف من أجل هدف معين بذاته، وهذه الإضافة للكلمة تعني في جميع الأحوال أن هناك شيئا يتعلق بالكلمة أي ان هناك شقا آخر يجب أن يضاف لها، فلا يمكننا أن نقول «إستـ» فقط، ولكن يتعين علينا إضافة كلمة أخرى لها، سواء كانت صفة أو اسما، فتوضع كما في الاستحمار.
أما القسم الآخر من الكلمة فهو اسم معروف لكل الناس على مستوى العالم، وهو الحمار، والمعرف لا يحتاج إلى تعريف.
قد يستغرب البعض؛ لماذا أطرح مفهوم «الاستحمار» في هذا الوقت، في ظل ما نعيشه، بصدق من واقع يومي نشاهده ونقرأه بشكل دوري ومستمر منذ أعوام.
سؤال قد يستغرب القارئ طرحه، ولكن صدقوني لم أطرحه، إلا بعد أن وجدت نفسي مجبراً على ذلك، من وقع الدهشة والصدمة التي انتابتني وأنا أقرأ ما يكتبه البعض، من حقائق سياسية غير قابلة للجدل (فقط في عقولهم المستحمرة) فعندما يقال ان هناك تنسيقا على أشده بين إسرائيل وحزب الله، ألا نقول عن ذلك «استحماراً».
وعندما نسمع من يقول ان «حرب تموز» هي مسرحية محبوكة بين إسرائيل وحزب الله برعاية أميركية، ألا نقول عن ذلك «استحمار».
عندما نسمع من يقول ان هناك المئات ماتوا في هذه الحرب، ومدنا دمرت، وأسراً شردت، وملايين أنفقت لإعادة إعمار ما دمر، وأن ذلك كان مسرحية، ألا نقول عن ذلك «استحماراً»، ينم عن جهل واقعي لتوازنات القوى العالمية وحقيقة تركيب القوى العالمية والأمم، أو محاولة لاستغفال الآخرين وحشو عقول البسطاء بأفكار بالية، غريبة، لا يمكن للمنطق والعقل استيعابها، بل تُضحك من يسمعها ويدركها ويفهمها، إلا فيما ندر من العقول القابلة والمهيأة للاستحمار فقط.
ماذا بقي من استحمار سياسي لكي يقال أساساً، وأي عقول هذه التي تعتقد بأن الحروب مسرحيات والدمار مسرحيات، والعلاقات السياسية، والصراعات الدولية، ومصالح النفوذ والسيطرة «فبركة».
ربما يوصلنا هذا النوع من الاستحمار السياسي، إلى أثبات حقيقة غائبة عن عقل البشرية بأكملها، وهي أن قصة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ما هي إلا قصة مفبركة، تحمل أجندة «ولاية الفقيه» لشغل العالم العربي والإسلامي في صراع وهمي مع إسرائيل لإبعادهم عن التنمية والتطور والالتحاق بالركب العالمي المتقدم، ولسرقة خيراتهم ومواردهم.
هاني الفردان
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3577 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ



أبوليوس: حمار مكافح

قناة الموقع

مدونة المستحمرين في الأرض للرفس و النهيق

منذ 01 ماي 2011

المتابعون