Headlines
نشرت في:الجمعة، 22 يونيو 2012
نشرت بواسطة Unknown

وسام الحمار



جاءت بقرة إلى باب قصر السلطان ركضاً , قالت لرئيس البوابين :
– اخبروا السلطان بأن بقرة تريد مقابلته .
أرادوا صرفها , فبدأت تخور :
– لا أخطو خطوة واحدة من أمام الباب قبل أن أواجه السلطان !
أرسل رئيس البوابين للسلطان يقول :
– مولانا , بقرة من رعيتكم تسأل المثول أمامكم .
أجاب السلطان :
- لتأت لنرى بأية حال هي هذه البقرة !
قال لها السلطان :
– خوري لنرى ما ستخورين به !
قالت البقرة :
– مولاي , سمعت بأنك توزع أوسمة , أريد وساماً .
فصرخ السلطان :
– بأي حق ؟ وماذا قدمت ؟ ما نفعك للوطن حتى نعطيك وساماً ! ؟
قالت البقرة :
– إذا لم أعط أنا وساماً فمن يعطاه ؟؟؟ , تأكلون لحمي وتشربون حليبي وتلبسون جلدي . حتى روثي لا تتركونه , بل تستعملونه . فمن أجل وسام من التنك ماذا عليّ أن أعمل أيضا ؟؟؟
وجد السلطان الحق في طلب البقرة , فأعطاها وساماً من المرتبة الثانية .
علقت البقرة الوسام في رقبتها , وبينما هي عائدة من القصر , ترقص فرحاً , التقت البغل , ودار بينهما الحديث :
– مرحباً يا أختي البقرة ..
– مرحبا يا أخي البغل !
– ما كل هذا الإنشراح ؟ من أين أنت قادمة ؟
شرحت البقرة كل شيء بالتفصيل , وعندما قالت أنها أخذت وساماُ من السلطان , هاج البغل , وبهياجه , وبنعاله الأربعة , ذهب إلى قصر السلطان :
– سأواجه مولانا السلطان !
– ممنوع
إلا أنه وبعناده الموروث عن أبيه , حرن وتعاطى على قائميه الخلفيين . أبى التراجع عن باب القصر .
نقلوا الصورة إلى السلطان , فقال :
– البغل أيضا من رعيتي , فليأت ونرى ؟؟
مثل البغل بين يدي السلطان , ألقى سلاماً بغلياً , قبّل اليد والثوب , ثم قال أنه يريد وساماً , فسأله السلطان :
– ما الذي قدمته حتى تحصل على وسام ؟؟
– آآآآ … يا مولاي .. ومن قدم أكثر مما قدمت ؟.. ألست من يحمل مدافعكم وبنادقكم على ظهره أيام الحرب ؟ , ألست من يركب أطفالكم وعيالكم ظهره أيام السلم ؟؟.. لولاي ما استطعتم فعل شيء .
أصدر السلطان إذ رأى البغل على حق قراراً :
- أعطوا مواطني البغل وساماً من المرتبة الأولى . 
و بينما كان البغل عائداً من القصر بنعاله الأربعة , وهو في حالة فرح قصوى .. التقى بالحمار .
قال الحمار :
– مرحباً يا ابن الأخ .
قال البغل :
– مرحباً أيها العم .
– من أين أنت قادم وإلى أين أنت ذاهب ؟
حكى له البغل حكايته . حينها قال الحمار :
– ما دام الأمر هكذا سأذهب أنا أيضاً إلى سلطاننا وآخذ وساماً !
وركض بنعاله الأربعة إلى القصر .
صاح حراس القصر فيه , لكنهم لم يستطيعوا صده بشكل من الأشكال , فذهبوا إلى السلطان وقالوا له :
– مواطنكم الحمار يريد المثول بين أيديكم . هلا تفضلتم بقبوله أيها السلطان ؟؟
قال السلطان :
- ماذا تريد يا مواطننا الحمار ؟
فأخبر الحمار السلطان رغبته . فقال السلطان وقد وصلت روحه إلى أنفه :
– البقرة تنفع الوطن والرعية بلحمها وحليبها وجلدها وروثها , وإذا قلت البغل , فإنه يحمل الأحمال على ظهره في الحرب والسلم , وبالتالي فإنه ينفع وطنه . ماذا قدمت أنت حتى تأتي بحمرنتك و تمثل أمامي , دون حياء , وتطلب وساماً ؟.. ما هذا الخلط الذي تخلطه ؟
فقال الحمار وهو يتصدر مسروراً :
– رحماك يا مولاي السلطان . إن أعظم الخدمات هي تلك التي تقدم إليكم من رعاياكم الحمير , فلو لم يكن الألوف من الحمير مثلي بين رعيتكم , أفكنتم تستطيعون الجلوس على العرش ؟.. هل كانت استمرت سلطتكم ؟.. احمد ربك على كون رعيتكم حمير مثلي تماماً , ومن ثم على استمرار سلطنتكم !
أيقن السلطان أن الحمار الذي أمامه لن يرضى بوسام من التنك كغيره فقال :
– إيه يا مواطني الحمار, ليس عندي وسام يليق بخدماتكم الجليلة , لذا آمر بأن يقدم لك عدل من التبن يومياً في اسطبل القصر . كل .. كل ….. كل حتى تستمر سلطنتي

أبوليوس: حمار مكافح

موقع المستحمرون AsinusTV

نشرت بواسطة AsinusTV على 5:14 م. تحت سمات . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

By Asinustv on 5:14 م. تحت وسم . تابع اخبارنا على RSS 2.0. اترك رد على الموضوع

قناة الموقع

مدونة المستحمرين في الأرض للرفس و النهيق

منذ 01 ماي 2011

المتابعون